sheref diab عضو نشيط
عدد المساهمات : 58 نقاط : 55834 التقييم : 0 تاريخ التسجيل : 27/08/2009 العمر : 35 الموقع : www.amrdiablovers.roo7.biz
| موضوع: حديث قدسى ( قسمت الصلاة بينى و بين عبدى ) السبت أغسطس 29, 2009 4:41 am | |
| حديث قدسى ( قسمت الصلاة بينى و بين عبدى )
قسمت الصلاة بيني وبين عبدي
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله تعالى :
( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي
ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال
: مالك يوم الدين ، قال : مجدني عبدي ، وقال مرة
: فوض إلي عبدي ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين ،
قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت
عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) وفي رواية :
( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ونصفها لعبدي ) .
تخريج الحديث
الحديث رواه الإمام مسلم وأصحاب السنن الأربعة .
مفردات الحديث
مجدني عبدي : عظمني وشرفني .
فوض إلي عبدي : رد الأمر إلي .
منزلة الحديث
هذا الحديث يبين فضل سورة الفاتحة ومنزلتها من الدين ، ولذا قال بعض السلف مبينا ما لهذه
السورة من شأن عظيم عند الله :
" أنزل الله عز وجل مائةً وأربعة كتب ، جمع علمها في أربعة وهي : التوراة والإنجيل والزبور والفرقان
، وجمع علم الأربعة في القرآن ، وعلم القرآن في المفصَّل ، وعلم المفصَّل في الفاتحة ،
وعلم الفاتحة في قوله : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } (الفاتحة 5) .
فضائل الفاتحة
ومما يؤكد أهمية هذه السورة العظيمة ما ثبت لها من الفضائل والخصائص التي صحت بها الأخبار ومنها :
أن الصلاة لا تصح إلا بها ، ولهذا سماها الله صلاة كما في
حديث الباب ، ومنها أنها أعظم سورة في القرآن ففي البخاري من حديث أبي سعيد بن المعلى قال :
( كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم أجبه ، فقلت
: يا رسول الله ، إني كنت أصلي ، فقال : ألم يقل الله : { اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }
(لأنفال 24) ، ثم قال لي : لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد
، ثم أخذ بيدي ، فلما أراد أن يخرج قلت له : ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ؟ قال :
{ الحمد لله رب العالمين }
هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته) .
والفاتحة نور فتح لها باب من السماء لم يفتح من قبل ، ونزل بها ملك لم ينزل قط ، واختص بها نبينا -
صلى الله عليه وسلم - دون سائر الأنبياء ،
ووُعِد بإعطاء ما احتوت عليه من المعاني ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
بينما جبريل قاعد عند النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع نقيضا من فوقه -
أي صوتاً كصوت الباب إذا فتح - فرفع رأسه فقال
: ( هذا باب من السماء فتح اليوم ، لم يفتح قط إلا اليوم ،
فنزل منه ملَك فقال : هذا ملَك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم ، فسلَّم وقال :
أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك ،
فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرف منهما إلا أُعْطِيتَه ) رواه مسلم .
وهي أم القرآن ، فإن أم الشيء أصله الذي يرجع إليه
، وهذه السورة ترجع إليها معاني القرآن وعلومه ، فعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال
: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( ما أنزل الله عز وجل في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن ،
وهي السبع المثاني ، وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ) رواه أحمد و النسائي .
والفاتحة رقية ففي الحديث عن أبي سعيد رضي الله عنه : أن ناساً من أصحاب النبي -
صلى الله عليه وسلم - أتوا على حي من أحياء العرب فلم يُقْرُوهُم - أي يضيفوهم ويطعموهم
- فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك ، فقالوا : هل معكم من دواء أو راق ، فقالوا
: إنكم لم تُقْرُونا ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جُعلاً ، فجعلوا لهم قطيعاً من الشاء
، فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل ، فبرأ ، فأَتَوا بالشاء ، فقالوا :
لا نأخذه حتى نسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فسألوه ، فضحك وقال :
( وما أدراك أنها رقية ، خذوها واضربوا لي بسهم ) رواه البخاري .
أسماؤها
ومما يدل على شرفها كثرة أسمائها ، فإن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمَّى
، وقد ذكر الإمام السيوطي رحمه الله في كتابه الإتقان أنه وقف لها على ما يزي
د عن عشرين اسماً ، فمن أسمائها
: فاتحة الكتاب ، وأم القرآن ، والسبع المثاني ، والقرآن العظيم ، والصلاة ، وغيرها .
معنى الحديث
وقوله في الحديث : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ) يعني الفاتحة
، وسميت صلاة لأن الصلاة لا تصح إلا بها ، كقوله - صلى الله عليه وسلم -
الحج عرفة ، فبين الحديث أن الله عز وجل قد قسم هذه السورة العظيمة بينه وبين
عبده نصفين ، فهو سبحانه له نصف الحمد والثناء والتمجيد
، والعبد له نصف الدعاء والطلب والمسألة ، فإن نصفها الأول من قوله سبحانه
: { الحمد لله رب العالمين } إلى قوله: { إياك نعبد} تحميد لله تعالى ، وتمجيد له ، وثناء عليه
، وتفويض للأمر إليه ، ونصفها الثاني من قوله تعالى : { وإياك نستعين} إلى آخر السورة ،
سؤال وطلب وتضرع وافتقار إلى الله ، ولهذا قال سبحانه بعد قوله
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وهذه بيني وبين عبدي .
دعاء الفاتحة
ختمت السورة بالدعاء بأهم ما يحتاجه العبد في دينه ودنياه ، فإن حاجة العبد إلى
أن يهديه الله الصراط المستقيم ، أعظم من حاجته إلى الطعام والشراب والنَّفَس
، فهو مضطر إلى مقصود هذا الدعاء ، ولا نجاة من العذاب ولا وصول إلى السعادة إلا بهذه الهداية ،
قال الإمام ابن تيمية عن دعاء الفاتحة : " وهو أجل مطلوب ، وأعظم مسؤول ، ولو عرف الداعي قدر
هذا السؤال لجعله هجيراه - يعني ديدنه -
، وقرنه بأنفاسه ، فإنه لم يدع شيئاً من خير الدنيا والآخرة إلا تضمنه " .
وبذلك يكشف لنا هذا الحديث الصحيح عن سر من أسرار اختيار الله لهذه السورة ليرددها المؤمن
سبع عشرة مرة في كل يوم وليلة أو ما شاء الله له أن يرددها ، كلما قام يدعوه ربه ويناجيه في صلاته ، فلا يقوم غيرها مقامها .
| |
|