يغيب رمضان سنة ويعود ليقول لكل مسلم: كن مسلماً، كن مسلماً
يغيب رمضان سنة ويعود ليقول لكل مسلم: كن مسلماً، كن مسلماً في نيّتك تجدّدها كل يوم ولتكن هذه العبادة التي توثق علاقتك بربك سراً مسدّدة ومؤيدة بنيّة خالصة لله ومتجدّدة لمدة شهر من الزمان، ومؤقتة قبيل الشروع بالصيام لتتدرب على تسديد نياتك قبل الشروع بأي عمل.
كن مسلماً في عبادتك، ولتكن كما وردت في الكتاب والسنّة، ولتشمل عبادتك الصلاة والصوم والزكاة وأعمال البر ومساعدة المحتاج وحسن أداء العمل، وحسن التعامل.
كن مسلماً بالبر والإحسان وابدأ بمن تعول، واحظ من والديك بالرضى والقبول، وأحسن إلى الجار بعد إحسانك لمن في الدار.
كن مسلماً بإعمار بيت الله مع أفراد أسرتك بالصلاة وحضور مجالس العلم ونشر ما تعلمت، والعمل بما علمت، واعمر صدرك بما تحفظ من آيات الله حتى ترتقي.
كن مسلماً في كلامك، وليكن لسانك رطباً بذكر الله، وقلبك حاضراً يعي ما تردّد فيبث الهمّة في جسمك، والقوّة في عملك، ولا تحبط هذا الذكر بآفات اللسان من لغو أو غيبة أو نميمة أو همز أو لمز أو تعريض.
كن مسلماً ذا قلب سليم لا يحقد ولا يبغض مسلماً، بل كن سلماً للمسلمين يحب صالحهم، ويرحم ضعيفهم، ويدعو للضّال منهم.
كن مسلماً في يقظتك ومنامك فلا تسهر أنت وأفراد أسرتك سهراً يجعلك تفرط في السّحور المتأخر، أو يفوت عليك صلاة الفجر أو يحرمك من ساعة البركة بعد الفجر.
كن مسلماً قوي الجسم تسحّر وافطر من غير إسراف ولا تبذير واشكر ربك العليّ القدير الذي رزقك وما جعلك تحتاج إلى أحد، وارحم المحتاجين.
كن مسلماً في مشاعرك فلا تعزل حياتك عن حياة المستضعفين في الأرض وارفع الأكف بالدعاء أن يردّ الله الحق لأصحابه، وأن يعين المكلومين، ومن فقدوا الأحبة، وابذل لهم المعروف حتى لا تؤاخذ بالخذلان.
كن مسلماً في علاقاتك الإنسانية فصل الأرحام وأطعم الطعام وتجاوز عن هفوات الصحاب واللئام، فالموقف في رمضان لا يحتمل إلا التسامح والسلام مع المسلمين.
كن مسلماً وأنت تستخدم نعمة الإبصار فغضّه عن الشرور والآثام واستخدمه لما يجعل روحك جميلة وقلبك نقياً، تتحرى روحك القرب من الله وتتلمس الدرب إليه، وتتخلص مما بها من أدران.
كن مسلماً يدرك نعمة العقل الذي يصفو بالجوع المراد به التقرب من الله، فاعرف ما عندك من إمكانيات، وتأمل في ذاتك وما بها من معوقات، واعمل على التخلي عن السلبيات.
كن مسلماً حرره الله من قيد مردة الشياطين فتفرّغ لنفسه التي تهوّن عليه أمر الذنوب وتؤمله بكل محبوب وتخطف منه عمره بغفلة وكروب، فخاطبها خطاب الواعظ، وانهها عن الغي وأرشدها إلى الصواب، واجعلها تذوق حلاوة القرب ونعيمه.
كن مسلماً لا يخلف العهد والوعد وخاصة العهد الوثيق مع الله، فرمضان ليس حالة طارئة ولا ورشة تنتهي، بل مؤونة تكفي أيام السنة، ويأتي بعدها رمضان جديد ليزيد من نفسك صقلاً ومن عقلك فتحاً ومن تصرفاتك حسناً ومن الله قرباً…. فكن مسلماً.
ولنبدأ من الان حتى نستقبل رمضان بإيمانيات عالية فهيا نكون مسلمين بحق