آيتان من الإعجاز القرآني

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }
[[البقرة126]]


{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ }
[[إبراهيم35]]
بسم الله الرحمن الرحيم
إليكم أخوتي أخواتي أهدي هذا الجهد المتواضع ،
والذي يلقي الضوء ( إن صحّ المعنى ) على إعجاز قرآني ،
من الإعجازات الكثيرة التي وردت في القرآن الكريم ،
ونحن نعلم أن الإعجاز القرآني متعدد الأوجه
وعلى اختلاف الاتجاهات ، العلمية ، والتاريخيه ، والجغرافية ، واللغوية والبلاغيه ،
نرى ونسمع ونكتشف كل يوم حقيقة قرآنية ، يقف لها العلماء متحيّرين مبهورين ،
فصدق الله حين قال : ( إنّما يخشى اللهَ من عبادهِ العلماءُ .... الآية ) .
فلو تأمّلنا الآيتين المدوّنتين ( أعلاه ) ، لأول وهلة لانجد شيئاً ملفتاً ، ولكن بالتدقيق ،
وخاصةً لدى المختص أو العارف بقواعد اللغة العربية ، سيجد شيئاً يستحق الوقوف عنده !!

فكلمة (

بلداً ) جاءت في الآية الأولى ( في البقرة ) نكرة ،


أما في الثانيه ( في ابراهيم ) جاءت


معرفة أي : ( البلد ) !!

لمــــــــــــــــــــــاذا ؟؟؟
****
الآية الأولى




التي وردت في سورة البقرة ، كانت في أول رحلة للنبي ابراهيم عليه الصلاة والسلام


إلى أرض مكة المكرّمة .
النبي ابراهيم عليه الصلاة والسلام ( وقصته المشهورة ) ، عندما أجاب نداء ربّه ،
وذهب بزوجته وابنه اسماعيل ( الرضيع ) عليه الصلاة والسلام ، إلى مكة ،
عند وادٍ غير ذي زرع ، عند بيته الحرام ، كانت تلك الأرض جرداء جدباء ،
لاماء فيها ولازرع ، مهجورة لاإنس ولاجان فيها ، فتركههما هناك ، ودعا ربّه أن
تتحوّل أفئدة الناس إليها ، أي أن تلك الأرض كانت( بالمصطلح اللغوي ) نكرة غير معروفة ،
فدعا ربّه أن تصبح أرضاً معروفةً ،
فجاءت الآية الكريمة : " [وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً .... الآية ] "
ولو حذفنا كلمة ( آمناً ) ، لبقيت الجملة كاملة غير منقوصة ، تحمل معنىً مفهوماً !!
لأن كلمة ( آمناً ) هنا ، جاءت صفة لبلد ، والصفة من التوابع لاتنقص الجملة بحذفها ،
و الجملة ( اجعل هذا بلداً ) فيها الفعل( اجعل ) من أفعال الجعل والتحويل ( المتعدية ) ،تأخذ مفعولين ،
هذا : المفعول به الأول ...
بلداً : مفعول به ثانٍ ،
والجملة كاملة !!
أي : " ربّ اجعل هذا بلداً " ...
واالتفسير : اجعل هذه الأرض الجرداء المهجورة بلداً معروفاً !!
*****
أما الآية الثانية




التي وردت في سورة ابراهيم ، فكانت في الرحلة الثانية إلى أرض مكة ،


ليطمئن على أحوال زوجته وإبنه اسماعيل عليه الصلاة والسلام ، فوجدَ أنّ تلك الأرض القاحلة ،
أصبحتْ بلداً ، فيها الماء والزرع والبشر ، فجاءت الآية الكريمة :
"[وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ ]"
لذلك جاءت كلمة ( البلد ) معرّفه ، ولو حذفنا كلمة ( آمناً ) من الجملة ، لأصبحت الجملة ناقصة ،
لاتحمل معنىً مفهوماً ، أي : (( اجعل هذا البلد ؟؟؟؟؟ )) ، ماذا يجعل هذا البلد ؟؟؟
هذا : مفعول به أول ،
البلد : بدل من اسم الإشارة هذا ،
فأين المفعول به الثاني كي تصبح الجملة كاملة ؟؟!!
لابد من وجود مفعول به (آمناً )ثانٍ كي تكتمل الجملة ،
كل هذه البلاغة اللغوية المقترنة بالتاريخ ،
بسبب ( ال ) التعريف التي دخلت على الإسم ( بلد ) ، فنستطيع بدون التحريف لكلام الله تعالى ان نقول لغوياً :
( اجعل البلد آمناً ) !!!
فسبحان الله القادر على كلّ شيء .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .