احمد الشعار2 المدير العام
عدد المساهمات : 147 نقاط : 56048 التقييم : 0 تاريخ التسجيل : 26/08/2009 العمر : 36 الموقع : https://ahebaarasoulallah.yoo7.com
| موضوع: نشئت الامام علي بن ابي طالب السبت أغسطس 29, 2009 3:01 am | |
| نشأته رافق الامام علي عليه السلام رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله منذ السنين الاُولى من عمره، فقد عسرت الحياة على أبي طالب برهة من الزمن، وضاقت به الأمور، فاقترح رسول الله على إخوة أبي طالب أن يأخذوا منه بعض أولاده إلى بيوتهم؛ لتخفيف عبء العيش عن كاهله. شاءت إرادة الله تعالى أن يكون علي في بيت رسول الله دون غيره، فتولّى تربيته منذ نعومة أظافره. كان النبي يحبّ هذا الطفل الصغير؛ يضمّه إلى صدره، و يُمسه عرفه، ويلقمه الطعام، ويرعى حياته لحظة بلحظة، وينفحه بالأنوار الإلهيّة المشعّة.
وهكذا تربى علي بن أبي طالب في حجر النبوة، وارتوى من منهل فضائلها الرائق، وأمضى أيّامه ملازماً لها ملازمة الظل لصاحبه. حين سطعت القبسات الأولى للوحي صدّق بالرسالة المحمّدية موقناً؛ إذ كانت روحه قد تواشجت هي وروح صاحبها. من هنا كان أوّل من صدّق الرسول. نجد في الخطبة البليغة الرفيعة "القاصعة" أجمل تصوير لهذه الملازمة، ولدور رسول الله في تربيته وإعداده، وحبه إياه، واستنارة الإمام بهذه الملازمة، وإلى ذلك الإشارة فيما يأتي من النصوص:
جاء في كشف اليقين عن يزيد بن قعنب، قال: ولدت فاطمة بنت أسد علياً ولرسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثون سنةً فأحبه رسول الله صلى الله عليه وآله حبّاً شديداً، وقال لها: اجعلي مهده بقرب فراشي. وكان يلي عليه وآله الصلاة و السلام أكثر تربيته، وكان يطهر علياً في وقت غسله، ويوجره [22] اللبن عند شربه، ويحرّك مهده عند نومه، ويناغيه في يقظته، ويجعله على صدره [23]. جاء في شرح نهج البلاغة عن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين: سمعت زيداً - أبي - يقول: كان رسول الله صلى الله عليه و آله يمضغ اللحمة والتمرة حتى تلين، ويجعلهما في فم علي عليه السلام وهو صغير في حجره [24]. جاء في أنساب الأشراف: قالوا: كان أبو طالبٍ قد أقلّ و أقتر، فأخذ رسول الله صلى الله عليه آله علياً ليخفف عنه مؤنته، فنشأ عنده[25] . جاء في تاريخ دمشق عن ابن سلام: لمّا أمْعَرَ [26] أبو طالب قالت بنو هاشم: دعنا فليأخذ كل رجل منا رجلاً من ولدك، قال: اِصنعوا ما أحببتم إذا خليتم لي عقيلاً. فأخذ النبي صلى الله عليه وآله علياً، فكان أوّل من أسلم ممّن يلتفُّ عليه حيطانه من الرجال [27]. مقاتل الطالبيين عن زيد بن علي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله أخذ علياً من أبيه وهو صغير في سنةٍ أصابت قريشاً وقحط نالهم، وأخذ حمزة جعفراً، وأخذ العباس طالباً؛ ليكفوا أباهم مؤنتهم، ويُخففوا عنه ثقلهم، وأخذ هو عقيلاً لميله كان إليه. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اخترتُ من اختار الله لي عليكم؛ علياً [28] . المستدرك على الصحيحين عن مجاهد بن جبر أبي الحجّاج: كان من نعم الله على علي بن أبي طالب عليه السلام ما صنع الله له و أراده به من الخير؛ أنّ قريشاً أصابتهم أزمةٌ شديدة، وكان أبو طالب في عيالٍ كثيرٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعمه العبّاس - وكان من أيسر بني هشام: يا أبا الفضل، إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب النّاس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق بنا إليه نخفف عنه من عياله؛ آخذ من بنيه رجلاً، وتأخذ أنت رجلاً، فنكفلهما عنه. فقال العباس: نعم. فانطلقنا حتّى أتيا أبا طالب، فقالا: إنّا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتّى تنكشف عن الناس ما هم فيه، فقال لهما أبو طالبٍ: إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما.فأخذ رسول الله عليّاً فضمّه إليه، وأخذ العباس جعفراً فضمّه إليه. فلم يزل عليّ مع رسول الله صلى الله عليه وآله حتّى بعثه الله نبياً، فاتّبعه وصدّقه، وأخذ العباس جعفراً، ولم يزل جعفرٌ مع العباس حتىّ أسلم و استغنى عنه [29] . جاء في خطبة لعلي بن أبي طالب - في خطبته المسمّاة بالقاصعة- : أنا وضعت في الصغر بكلاكل [30] العرب وكسرت نواجم قرون ربيعة و مضر، وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة؛ وضعني في حجره وأنا ولدٌ يضمّني إلى صدره، ويكنُفني في فراشه، ويمسُّني جسده، ويُشمني عرفه، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قولٍ، ولا خطلةً في فعل.ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيماً أعظم مَلَكٍ من ملائكته؛ يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليه ونهاره. ولقد كنت أتبعه اتّباع الفصيل [31] أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً، ويأمرني بالاقتداء به. ولقد كان يجاور في كل سنٍةٍ بحراء، فأراه ولا يراه غيري. ولم يجمع بيتٌ واحد يومئذٍ في الإسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة، وأشمّ ريح النبوة [32]. وجاء في شرح نهج البلاغة عن الفضل بن عباس: سألت أبي عن وُلد رسول الله صلى الله عليه وآله الذكور، أيّهم كان رسول الله صلى الله عليه وآله أشدّ حباً؟ فقال: علي بن أبي طالب عليه السلام، فقلت له: سألتك عن بنيه! فقال: إنّه كان أحب إليه من بنيه جميعاً وأرأف، ما رأيناه زايله يوماً من الدهر منذ كان طفلاً، إلاّ أن يكون في سفرٍ لخديجة، وما رأينا أباً أبرّ بابنٍ منه لعليِ، ولا ابناً أطوع لأبٍ من عليٍ له | |
|