الامام علي بن ابي طالب < اسرته - ولادته - التسميه>

أسرته
أبوه: أبو طالب بن عبد المطلب(عليه السلام) (شيبة الحمد) بن هاشم بن عبد مناف(المغيرة) بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة(عامر) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدّ (يقال: أَدَدْ) بن مقوّم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن. فهو يجتمع في النسب مع النبي محمد(ص) في عبد المطلب بن هاشم[1]. كان أبوه هو الأخ الوحيد لوالد النبي محمدعبد الله بن عبد المطلب من نفس الأب و الأم، وقد كفل النبيّ محمّد بعد وفاة جدّه عبد المطلب [2]، والذي حماه من أذى عتاة قريش كأبي سفيان و أبي جهل و غيرهم... . كان أبو طالب بما لاشكّ فيه من المسلمين بل المؤمنين، وقد رويت عنه الأشعار الكثيرة التي يصرّح بها في ذلك، منها:
لقد أكرم الله النبي محمداً*** فأكرم خلق الله في الناس أحمد
وشق له من اسمه لِيُجلَّه *** فذو العرش محمود و هذا محمّد[3]
ومنها قوله:

ألم تعلموا أنّا وجدنا محمّداً*** نبياً كموسى خُطّ في أوّل الكتب [4]
أمّه: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، فنسبها يجتمع مع أبي طالب في جدّهما هاشم، ولذا يقال أنّ أسرة أبي طالب أوّل أسرة تجمع هاشميّان، وأنّها أوّل هاشميّة تلد هاشميّاً، احتضنت النبيّ محمّد في طفولته[5]، قكان يحبّها حبّاً شديداً، حتى قال فيها: " كانت أمي بعد أمي التي ولدتني" [6]، وكانت أوّل امرأة بايعت النبي بعد خديجة[7] ، ولمّا توفّيت كفّنها رسول الله بقميصه[8] ، و شارك في تشييعها، و صلّى عليها، ثمّ وضعها في قبرها بعدما اضطجع فيه[9]
إخوته: طالب لا ذريّة له، و عقيل، و جعفر. وكان علي رابعهم وأصغرهم، وقد كان كل واحد منهم أسنّ من الآخر بعشر سنين.
أخواته: أم هانئ (رضوان الله عليها)و اسمها فاختة، ليس له أخت غيرها.

[عدل] ولادته
ولد الامام علي بن أبي طالب(عليه السلام) في يوم الجمعة[10] الثالث عشر من شهر رجب[11] بعد ثلاثين سنة من عام الفيل[12] في الكعبة[13]، وقد جاء في المستدرك على الصحيحين: "قد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في جوف الكعبة" [14]، وكان عمر النبي محمّد يوم ولادة علي ثمانياً و عشرين سنة (28سنة). ولم يولد قبله ولا بعده في الكعبة [15].


[عدل] تسميته
لمّا وُلد الامام علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه)اختارت له اُمّه السيده فاطمة بنت أسد (عليها السلام)اسم "حيدرة" [16] وذلك تيمّناً باسم أبيها "أسد"، لكنّهما ما لبثا أن سمّياه "عليّ" وذلك بإلهام رباني، والروايات على ذلك كثيرة، منها:

ما جاء في علل الشرائع عن فاطمة بن أسد قالت: إنّي دخلت بيت الله الحرام، وأكلت من ثمار الجنّة و أرزاقها، فلمّا أردت أن أخرج هتف بي هاتف: يا فاطمة! سمّيه عليّاً، فهو علي والله العلي الأعلى يقول: إنّي شققت اسمه من اسمي، و أدّبته بأدبي، ووقفته على غامض علمي، وهوالذي يكسر الأصنام في بيتي، وهو الذي يؤذّن فوق ظهر بيتي، ويقدّسني و يمجّدني، فطوبى لمن أحبه و أطاعه، وويل لمن عصاه و أبغضه[17].
ما جاء في ينابيع المودّة عن العباس بن عبد المطّلب: لمّا ولدت فاطمة بنت أسد علياً سمّته باسم أبيها أسد، ولم يرض أبو طالب بهذا، فقال: هلمّ حتّى نعلو أبا قبيس ليلاً، وندعو خالق الخضراء، فلعلّه أن ينبئنا اسمه. فلمّا أمسيا، خرجا و صعدا أبا قبيس و دعيا الله تعالى، فأنشأ أبو طالب شعراً:
يـا رب الغـسـق الـدجـيّ *** والفلق المبتلج المُضي
بيّن لنا عن أمرك المقضي *** بما نـسمي ذلـك الصبي
فإذا خشخشة من السماء فرفع أبو طالب طرفه فإذا لوح مثل زبرجد أخضر فيه أربع أسطر، فأخذ بكلتا يديه و ضمّه إلى صدره ضمّاً شديداً، فإذا مكتوب:

خصّصتما بالولد الزكي *** والطّار المنتجب الرضيّ
واسمه من قاهر العلي *** عليّ اشـتـقّ مـن العليّ
فسرّ أبو طالب سروراً عظيماًن وخرّ ساجداً لله تبارك و تعالى وعقّ بعشرة من الإبل. وكان اللوح معلّقاً في بيت الله الحرام يفتخر به بنو هاشم على قريش حتّى غاب زمان قتال الحجّاج لابن الزبير[18].

وما جاء عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: كان رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالساً وعنده علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام، فقال: والذي بعثني بالحقّ بشيراً، ما على الأرض خلقٌ أحب إلى الله عز وجلّ ولا أكرم عليه منّا. إنّ الله تبارك و تعالى شقّ لي اسماً من أسمائه؛ فهو محمود و أنا محمّد، وشقّ لك يا علي اسماً من أسمائه؛ فهو العليّ الأعلى، وأنت عليّ...[19].
يذكر أنّ لعليّ أسماء أخرى بحسب الأقوام و الكتب المختلفة، فقد جاء عن علي بن أبي طالب: أنا اسمي في الإنجيل إليا، وفي التوراة بريء، وفي الزّبور أريّ، وعند الهند كبكر، وعند الرّوم بطريسا، وعند الفرس جبتر، وعند الترك بثير، وعند الزنج حيتر، وعند الكهنة بويء، وعند الحبشة بثريك، وعند اُمي حيدرة، وعند ظئري ميمون، وعند العرب عليّ، وعند الأرمن فريق، وعند أبي ظهير[20]. وكذا روي عن النبي محمّد: "إذا كان يوم القيامة، يناودن عليّ بن أبي طالب بسبعة أسماء: يا صدّيق، يا دال، يا عابد، يا هادي، يا مهدي، يا فتى، يا علي؛ اُدخل أنت و شيعتك الجنّة بغير حساب" [21].